فاز صندوق أبوظبي للتنمية، بجائزة الأمم المتحدة للشراكات من أجل الدول الجزرية الصغيرة النامية لعام 2024 عن الفئة الاقتصادية من خلال مبادرتي دعم مشاريع الطاقة المتجددة في جزر المحيط الهادئ والكاريبي.

وجاء فوز الصندوق كأول مؤسسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تنال الجائزة نيابة عن دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسلم الجائزة سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، خلال الحوار العالمي بين أصحاب المصلحة المتعددين بشأن الشراكات من أجل الدول الجزرية الصغيرة النامية، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، تزامناً مع المنتدى السياسي رفيع المستوى بشأن التنمية المستدامة. إرث التنمية المستدامة .

وأكد محمد سيف السويدي، خلال تسلمه الجائزة، على أهمية دور دولة الإمارات العربية المتحدة وإرثها العريق في مجال الاستدامة والتي وضع أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مشيراً إلى اهتمام القيادة الرشيدة وتبنيها العديد من الاستراتيجيات والسياسات الحكيمة، لتسريع انتشار مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى عالمي وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في الدول الجزرية الصغيرة النامية.

وقال إن هذا الإنجاز يأتي بفضل التوجيهات الكريمة والمتابعة الحثيثة من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة صندوق أبوظبي للتنمية، وحرص سموه على توحيد الجهود الدولية وتقديم الحلول الفعالة والمبتكرة لتسريع التقدم في العمل المناخي وخلق فرص جديدة للنمو الاقتصادي المستدام.

وأكد التزام صندوق أبوظبي للتنمية بدعم جهود دولة الإمارات وسعيها في الحد من آثار التغيرالمناخي، حيث يعد التعاون الدولي عنصراً أساسياً في مهمتنا لتحقيق أهداف الطاقة العالمية والتنمية المستدامة، مشيرا إلى مواصلة دعم الدول الجزرية في رحلتها نحو مستقبل مستدام للطاقة.

وتمثل المبادرتان التي مولهما صندوق أبوظبي للتنمية بقيمة إجمالية تبلغ 100 مليون دولار أمريكي، شراكة استراتيجية بين وزارة الخارجية، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، إضافة إلى 26 حكومة من الدول الجزرية الصغيرة النامية، حيث ساهمت المبادرات في تسريع عملية التحول للطاقة المتجددة، والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز أمن الطاقة، وتوسيع نطاق العمل المناخي في منطقتي البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، مما أدى إلى تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

وركز التعاون بين دولة الإمارات والدول الجزرية الصغيرة النامية على تطوير مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مشاريع الطاقة المتجددة في تلك الدول، وتحفيز الابتكار، وخلق فرص العمل، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ.

ومن بين المشاريع الاستراتيجية التي مولها صندوق أبوظبي للتنمية في الدول الجزرية الصغيرة النامية، مشروع مزرعة الرياح في ساموا بقيمة 5.4 مليون دولار أمريكي، حيث تتميز المزرعة المصممة خصيصاً والفريدة من نوعها بتوربينات مقاومة للأعاصير، مما يوفر طاقة دائمة لـ 75 % من سكان ساموا.

ويوفر المشروع بشكل ملحوظ 183 ألف لتراً من الديزل سنوياً، مما يساعد البلاد على تقليل بصمتها الكربونية بمقدار 506 أطنان.

وعلى نحو مماثل، تم تصميم محطة الطاقة الهجينة المقاومة للأعاصير في أنتيغوا وبربودا لتتحمل مقاومة الرياح الشديدة، وتوفير إمدادات موثوقة ومستدامة من الكهرباء لجميع سكان الجزيرة، ودعم هدف الدولة المتمثل في إنتاج 86% من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

كما تمكن المحطة أنتيغوا وبربودا من خفض استهلاك الديزل السنوي بمقدار 406 آلاف لتر وخفض انبعاثات ثاني أكسيدالكربون بأكثر من مليون كيلوغرام.

وتعمل محطة الطاقة الشمسية بقدرة 600 كيلوواط في جزرمارشال والمبنية على خزان بالقرب من العاصمة ماجورو على زيادة سعة تخزين المياه في البحيرة الاصطناعية بنسبة تزيد عن20%.

ويوفر المشروع 236 ألف لتر من الديزل سنوياً ويخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية بمقدار 652 طنا.

وحققت مشاريع الطاقة المتجددة المماثلة في ناورو، وجزيرة سليمان، وميكرونيزيا، وناورو، وكيريباتي، وفيجي، وتوفالو، وتونغا فوائد بيئية واقتصادية متساوية.

وأنشأت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة جوائز الأمم المتحدة للشراكات من أجل الدول الجزرية الصغيرة النامية في عام 2021 لتكريم ومكافأة جهود أفضل وأبرز الشراكات الحقيقية والدائمة في تسريع إجراءات العمل للدول الجزرية الصغيرة النامية.

وتوفر الجوائز فرصة لمكافأة أنجح شراكات الدول الجزرية الصغيرة النامية، كما أنها تسلط الضوء على أفضل الممارسات، وتعزيز إطار شراكة الدول الجزرية، وتحفيز إنشاء شراكات جديدة لتلك الدول.