أكد مسؤولون وخبراء مشاركون في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي يعقد في إكسبو الشارقة يومي 4 و5 سبتمبر تحت شعار “حكومات مرنة.. اتصال مبتكر”، أن نجاح عملية الاتصال الحكومي من قبل المؤسسات الحكومية والحكومات نفسها يتطلب اعتماد استراتيجيات شاملة تتسم بالشفافية، التفاعل الفوري، مراعاة التنوع الثقافي، التقييم المستمر، وبناء الشراكات مع وسائل الإعلام.

وأشاروا في حديثهم لوكالة أنباء الإمارات على هامش مشاركتهم في اليوم الأول من المنتدى، إلى أن الاتصال والإعلام يمران في فترة من التغيرات الجذرية مع دخول الذكاء الاصطناعي، ولا بد للحكومات من موائمة التطورات والمتغيرات واعتماد الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يسهل مهمة التواصل من قبل الحكومات مع الجمهور على اختلاف شرائحه.

وأوضحوا أن السنوات الأخيرة ومن خلال الذكاء الاصطناعي باتت المؤسسات قادرة على ما يسمى بالتخصيص الفائق للمعلومات للجمهور، الأمر الذي يتيح التعامل مع جمهور مختلف الثقافة والعمر وحتى اللغة ومختلف ما بين أفراد أو مؤسسات وبكل سهولة لإيصال رسالة بالطريقة المناسبة لكل شريحة.

وأكد المتحدثون ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء منظومة اتصال حكومي متميزة، مستشهدين بتعامل دولة الإمارات مع جائحة كورونا والذي بات يعتبر مثالاً تتخذه الكثير من المؤسسات البحثية وكذلك الحكومات على نجاح التواصل الحكومي وفعاليته.

وقال سعادة محمد المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، “في عالم اليوم المتسارع، حيث تلعب المعلومات دوراً محورياً في تشكيل القرارات وبناء الثقة بين الحكومات والجمهور، أصبح الاتصال جسر يربط بين القيادة والمجتمع، ويعزز الشفافية، ويشجع على المشاركة الفاعلة”.

وأضاف “بات الاتصال الحكومي ركيزة أساسية لضمان الشفافية، وبناء الثقة، وتعزيز المشاركة المجتمعية، فالثقة في الحكومات تزيد بشكل ملحوظ عندما تكون المعلومات المقدمة شفافة ودقيقة، والحكومات التي تتبنى سياسات نشر البيانات المفتوحة وتحديثها بشكل دوري تحظى بمستويات عالية من الثقة من قبل مواطنيها”.

وأكد على أهمية السرعة في نشر المعلومات والوصول إلى الجمهور في وقت قصير، ومراعاة التنوع الثقافي عند التواصل مع الجمهور، فالتواصل مع الجمهور المتنوع يتطلب من الحكومات أن تأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الثقافية.

وأفاد الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن الإعلام ووسائل التواصل شهدت الكثير من التطورات خلال السنوات الماضية، فالذكاء الاصطناعي الآن أسهم في تغيير بيئة العمل والتواصل.

وأشار إلى أن الحكومات والمؤسسات الحكومية في العديد من دول العالم باتت تتبنى الذكاء الاصطناعي من أجل الخروج بأفضل الرسائل وأكثرها فعالية، لافتاً إلى أن ذكاء عملية التواصل لا تقتصر على إيصال معلومات بطريقة ذكية بل قياس الأثر وتلقي الآراء من أجل تطوير الأدوات الإعلامية وأدوات التواصل بشكل مستمر.

وقال “التطور والذكاء الاصطناعي يعتبر التغير الأحدث، لكن لا يلغي الأساسيات التي تشمل الشفافية والمصداقية والسرعة والتنوع في التعامل مع الجمهور من قبل مختلف المؤسسات”.

ومن جانبه أفاد عاصم جلال استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في “جي أند كي”، أن وسائل التواصل لا سيما من قبل الحكومات تمر بمنعطف جذري من شأنه الدفع باتجاه الكثير من المتغيرات.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي بات يغير بيئة الإعلام والتواصل بشكل غير مسبوق ومتسارع، وعلى رأس المتغيرات التي حدثت خلال الأعوام القليلة الماضية هو قدرة الذكاء الاصطناعي على التخصيص الفائق للمعلومات، بالتالي إمكانية تواصل الحكومات مع مختلف شرائح المجتمع حول قضية معينة بحيث يكون التواصل وأسلوبه وأدواته مختلف ما بين كل شريحة ومناسب بشكل خاص لكل منها.

وأشار إلى قدرة الإمارات ونجاحها في وضع خطط وسياسات للتفاعل مع مختلف القضايا خلال السنوات الماضية، مستشهداً بنجاحها في التعامل إعلامياً مع جائحة كورونا قبل سنوات باعتبارها شاهداً على نجاعة الطريقة.

ولفت إلى أن تعامل الإمارات إعلامياً مع جائحة كورونا باتت تجربة تأخذها الكثير من الجهات والحكومات كمثال على واحدة من أفضل الممارسات في هذا الإطار.

وبدورها قالت فاطمة خليفة المقرب، مدير إدارة العلاقات الدولية في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، “الاتصال الحكومي والتفاعل مع المؤسسات والمتعاملين من الأمور الأساسية في عالم العمل الحكومي الذي هو مخصص بالأساس للجمهور على اختلاف فئاته”.

وأشارت إلى أن التواصل الحكومي والرسائل التي تخرج عن المؤسسات الحكومية وغيرها حتى يجب أن تتسم بالعديد من المميزات وعلى رأسها الشفافية والسهولة والسلاسة، وألا تقتصر على كونها رسائل باتجاه واحد بل أن تكون عملية التواصل تفاعلية وقادرة على التطور بناء على المعطيات المتغيرة.

وأكدت أهمية القياس والتغيير والتطوير بناء على عملية قياس عملية التفاعل، الأمر الذي يسهم في تمكين المؤسسة من تحديد نقاط القوة والضعف في استراتيجياتها ويساعدها على تحسين الأداء والابتكار في أدوات الاتصال المستخدمة.