أشادت منظمات دولية بريادة الإمارات العربية المتحدة وتجربتها الرائدة في استشراف مستقبل حقوق الإنسان، وذلك خلال ندوة دولية نظمتها جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان، على هامش مشاركتها في الدورة “56” للمجلس الدولي لحقوق الإنسان، التي عُقدت في قصر الأمم المتحدة بجنيف، وشارك فيها العديد من الخبراء الأُمميين ورؤساء منظمات دولية بارزة.
واستعرضت الندوة، التي تم تنظيمها بالتعاون مع المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان وعدد من المنظمات الدولية الأوروبية، تحت عنوان “قمة المستقبل.. تحديات حقوق الإنسان في المستقبل”، جهود وإنجازات دولة الإمارات لمواجهة التحديات المستقبلية المؤثرة على حقوق الإنسان، وما تبديه من حرص على الوفاء بالالتزامات الدولية القائمة، وتعزيز الآليات والضمانات الحاكمة المتعلقة بكفالة الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية، ومواجهة التحديات التي تفرضها التقنيات الحديثة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وقضايا البيئة والمناخ.
وتحدث في الندوة العديد من الخبراء الدوليين ورؤساء منظمات دولية، من بينهم المستشارة ناديا بالجوبين، الخبيرة الدولية في برامج التنمية التابعة للأمم المتحدة، والمستشار عبد الوهاب الهاني الخبير الدولي في حقوق الإنسان، والعضو السابق في لجنة مناهضة التعذيب في الأمم المتحدة، والدكتورة فاطمة خليفة الكعبي، رئيس جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان، نائب رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، والدكتور رامون راهانجميتان، الرئيس المؤسس لدائرة أوروبا المستدامة، والدكتور فينتسيسلاف سابيف، الخبير الأُممي ونائب الأمين العام لمرصد جنيف الجيوستراتيجي.
كما تحدثت خلال الندوة السيدة مريم الأحمدي نائب رئيس جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان، فيما أدارتها الدكتورة مها آل شهاب، الخبيرة بمنظمة الصحة العالمية وعضو مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية.
واستقطبت الندوة حضوراً نوعياً واسعاً من الخبراء الدوليين بالأمم المتحدة، وممثلين عن عدد من المنظمات والمبادرات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ومشاركة واسعة من الإعلاميين والصحفيين العاملين بالأمم المتحدة، كما حضرها عدد من البعثات الرسمية الدولية بجنيف، وممثلين عن الهيئات والآليات والمنظمات الدولية غير الحكومية المشاركة في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وأكد الخبراء الدوليون خلال الندوة على أهمية دور الأمم المتحدة، وإسهاماتها في تعزيز حالة حقوق الإنسان في المستقبل، ومواجهة كافة التحديات التي تطرأ على العالم، مشددين على الحاجة إلى تعزيز التكاتف الدولي بين كافة الأطراف الفاعلة لتأسيس عمل فاعل ومتكامل يُعنى بحالة حقوق الإنسان في المستقبل، ويتفاعل مع كافة التحديات والمتغيرات الرئيسية التي تُجرى على الصعيد العالمي، وعلى أهمية “قمة المستقبل” التي ستجمع قادة العالم بهدف تحقيق حاضر أفضل مع حماية المستقبل.
وأشادت الندوة، بالتجربة الريادية والملهمة لدولة الإمارات في استشراف مستقبل حقوق الإنسان، باعتبارها تجربة دولية متفرّدة في تعزيز المكانة وتحقيق الريادة في العديد من الجوانب المتعلقة بحقوق الإنسان.
كما تم خلال الندوة استعراض العديد من المؤشرات الدولية التي تعزز من ريادة الإمارات في استشراف المستقبل والنهوض بحالة حقوق الإنسان، منها الجاهزية الرقمية.
وأكد المتحدثون على أن الإمارات من الدول الرائدة التي تجاوزت العديد من التحديات المستقبلية بنجاح، عبر تسخير التقنيات الحديثة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لخدمة رفاهية الإنسان، مشيرين إلى أهمية الاستفادة من تجربة الإمارات وريادتها العالمية في استشراف المستقبل القائم على تحقيق تطلعات الإنسان ورفاهيته.
وفي ختام الندوة، شدد المتحدثون على أهمية خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وميثاق المستقبل والميثاق الرقمي العالمي الذي سيُطلق في “قمة المستقبل” شهر سبتمبر القادم بنيويورك، مؤكدين ضرورة وجود اتفاق عالمي جديد بشأن حقوق الإنسان في المستقبل، وضمان تعزيز الشراكات الدولية لتنفيذ برامج وأهداف التنمية المستدامة 2030، إضافة إلى ضرورة التركيز على التحديات النوعية المتعلقة بالبيئة والمناخ التكنولوجيا الحديثة.
كما تناولوا قضايا الأمن والسلام التي يتوجّب أن تُعالجها الأمم المتحدة بشكل رئيسي، معربين عن تطلعهم لتعزيز الشراكة مع المجتمع المدني التي انطلقت من مؤتمر الأمم المتحدة للمجتمع المدني المعني بقمة المستقبل.