بات “مركز فاطمة بنت مبارك” التابع لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي جزءا من مجموعة M42 أول مركز في دول مجلس التعاون الخليجي يشارك في تجربة سريرية علاجية عالمية ومتطورة لتقليل فرص تكرار الإصابة بسرطان الثدي.
تقوم هذه التجربة الممولّة من قبل شركة “أسترازينيكا” بتقييم دواء جديد مضاد لهرمون الاستروجين ينطوي على آفاق واعدة قد تجعله المعيار المقبل لرعاية مرضى سرطان الثدي بشرط إظهار نتائج دراسية ناجحة وفق المعايير والموافقات التنظيمية.
تركز التجربة على دواء محدد من أسرة عقاقير التقليل الانتقائي لمستقبلات الإستروجين (SERD) والمصمم لحجب المستقبلات بشكل أكثر كفاءة مقارنة بالأدوية المتاحة حالياً.
تهدف هذه الدراسة إلى مقارنة الدواء الجديد بالعلاجات الهرمونية الراهنة لرصد مدى كفاءته في تقليل فرص تكرار الإصابة بالسرطان.
وحسب منظمة الصحة العالمية يعتبر سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً حول العالم وسبباً رئيسياً للوفيات الناجمة عن السرطان بين النساء وتم تصنيفه في دولة الإمارات عام 2019 سببا رئيسيا للوفيات إذ يتسبب بنحو 11.6% من وفيات السرطان سنوياً وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة ووقاية المجتمع.
وباعتباره أول مركز متخصص من نوعه في دولة الإمارات نجح “ مركز فاطمة بنت مبارك ” بإحداث تحول نوعي في رعاية الأورام على مستوى المنطقة عبر ابتكارات سباقة وتقنيات متطورة مرسخاً التزامه بتقديم الرعاية العطوفة والشاملة للمرضى.
ومن خلال مضيه في إجراء البحوث والدراسات والتجارب السريرية ينشط المركز في دراسة صحة سكان المنطقة للحد من تحديات عدم المساواة في القطاع الصحي ولا تقتصر فائدة هذه المنهجية على تحسين الرعاية الشخصية فحسب، بل تساهم كذلك في تكوين صورة أوضح حول التحديات الصحية الفريدة في المنطقة بشكل يمهد الطريق نحو تحقيق مخرجات أكثر مساواة وشمولاً في قطاع الرعاية الصحية لينعم بها الجميع.
وأكد الدكتور ستيفن غروبماير رئيس معهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي أهمية مثل هذه التجارب السريرية وأضاف أن التجارب السريرية تعتبر أمراً غير شائع كثيراً في دول مجلس التعاون الخليجي الأمر الذي يسبب قلقاً واسعاً حول مسائل المساواة في القطاع الصحي لذا تأتي مشاركتنا في هذه التجربة السريرية المعنية بسرطان الثدي لتعكس التزامنا بوضع أفضل الخيارات العلاجية في متناول المرضى تزامناً مع إثراء المعرفة العالمية في كيفية تأثير مثل هذه العلاجات على شرائح سكانية مختلفة.
وقال إن التجارب السريرية العلاجية تمثل معياراً ذهبياً في علم الأورام وتقدم الدلائل العلمية الضرورية للتوصل للأدوية الجديدة والقادرة على إيقاد شعلة الأمل في قلوب المرضى وتعد هذه التجربة أفضل أمل ممكن بالنسبة للعديد من المرضى للوصول إلى خيار علاجي غير متاح بعد على نطاق عالمي واسع.
وتضم الدراسة السريرية التي وصلت لمرحلتها الثالثة نحو 5,500 ألف مشارك حول العالم وترسخ مشاركة مركز فاطمة بنت مبارك فيها مكانته الرائدة في رعاية الأورام ودعم البحوث العالمية.
ومن خلال تيسير سبل الوصول للتجارب السريرية المتطورة يلتزم المركز بجسر الفجوة الراهنة في مجال الرعاية وتزويد المرضى في المنطقة بأكثر الخيارات العلاجية تطوراً.
من جانبه قال الدكتور باسل جلاد استشاري طب الأورام وأمراض الدم بمعهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “يمثل كوننا أول مركز في دول مجلس التعاون الخليجي يباشر بهذه التجربة السريرية إنجازاً لمنطقتنا بأسرها، ويسلط الضوء على إمكاناتنا في إجراء بحوث عالية الجودة في حين يعكس الأهمية المتصاعدة لتغطية شرائح سكانية متنوعة في التجارب السريرية.. وستخوض هذه التجربة في فئة جديدة من مضادات الاستروجين التي قد تساهم بشكل كبير في تحسين معدلات نجاح علاج المرضى المصابين بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الاستروجين في مراحله الأولى.
وقال إن هدف المركز في هذه المشاركة ضمان تمثيل جميع مرضانا في جهود البحث العالمية وهو أمر حيوي بطبيعة الحال لتطوير خيارات علاجية فعالة ومصممة لتلبي احتياجات أفراد مجتمعنا.
من جانبها قالت الدكتورة إيفا تورغوني المدير الطبي لشركة أسترازينيكا في دول مجلس التعاون الخليجي وباكستان إن سرطان الثدي لا يزال السبب الأول للوفيات المرتبطة بالسرطان في دولة الإمارات وتلتزم استرازينكا بالحد من خطر تكرار الإصابة ب .
ويستوحي مركز فاطمة بنت مبارك تصميمه من مركز “تاوسيج” لعلاج الأورام في كليفلاند كلينك الولايات المتحدة أحد أبرز مقدمي الرعاية لمرضى الأورام في الولايات المتحدة ويوفر منهجية شاملة لرعاية الأورام ضمن مكان واحد.