يستدعي الاحتفاء باليوم الوطني السعودي علاقات ووشائج ما بين ماضٍ وحاضر ومستقبل مشترك، تراثٍ وتجارة وبناء وابتكار وإبداع وتنسيق ورؤى متطابقة، تعاونٍ وانفتاح على الآخر وعلى العالم بأسره. محبة وازدهار وتفاؤل بالغد بين جناحي الازدهار: السعودية والإمارات.

يستدعي الاحتفال مقولة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان: “همة السعوديين مثل جبل طويق”، وهي التي اقتُبِس منها أحد شعارات وهوية اليوم الوطني “همة حتى القمة“.

وحقيقةً، يربط بين السعودية والإمارات الانفتاح والتعدد، تفاعلٌ مبتكرٌ مبدع وإسهام في الحضارة والازدهار، واهتمام بصناعة المستقبل ووضع أساسه الراسخ.

وسواءً في السعودية أو الإمارات، الكل “أصحاب دار”، يجمعهم وشائج أخوة ومحبة وتعاون وحضورٌ مستدام في الوجدان. تاريخ وتراث وجيرة ورابط محبة وإبداع وسعي مشترك نحو المستقبل وتطابق في الرؤى حول قضايا البلدين والمنطقة بأسرها.

في المشهد السعودي، تستهدف “رؤية 2030” تنمية العقل والبشر قبل تنمية الصناعة والمدن، تستثمر في بناء وصقل المواهب السعودية عبر النهل من مكونات ثقافية متجذرة ومقومات حضارية راسخة، مع الانفتاح على التجارب الإنسانية الأخرى، عن يقينٍ راسخٍ أنها من أهم المحفزات للتحول الوطني نحو التنمية البشرية.

إننا في مناسبة اليوم الوطني السعودي، نستحضر مقولة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود: “هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك“.

كما نتذكر بثقة وصدق مقولة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان: “في وطننا وفرة من بدائل الطاقة المتجددة، وفيها ثروات سخية من الذهب، والفوسفات، واليورانيوم، وغيرها. وأهم من هذا كله، ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة، مهما بلغت: شعبٌ طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله، وبسواعد أبنائه، سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد“.

ويأتي شعار هذا العام “نحلم ونحقق” ليجسد مدى التطلعات والطموحات السعودية التي تتجاوز الحدود. إنه شعار يمثل رؤية وطن تتجلى فيه الأحلام بصورة واضحة، وتصبح واقعًا يمكن لمسه. الحلم هو بداية الرحلة، والتحقيق هو نهايتها، وبين البداية والنهاية، تلك هي السعودية التي نعرفها، التي تعمل دون كلل أو ملل لتحقيق أفضل ما يمكن تقديمه لشعبها. إن شعار “نحلم ونحقق” ليس مجرد عبارة، بل هو تعبير دقيق عن إرادة وطن تتجلى في كل خطوة نحو النجاح والتقدم.

إن تاريخ السعودية والإمارات يبرهن على متانة العلاقة والروابط المشتركة بين البلدين، ومع كل يوم يمر، تظل هذه العلاقة تتجدد وتزدهر، خلقًا لمستقبل مشرق مليء بالإنجازات والطموحات المتجسدة. اليوم الوطني السعودي ليس مجرد تذكير بماضٍ عظيم، ولكنه أيضًا وعد بمستقبل أكثر إشراقًا ونجاحًا. ومع هذه الكلمات الختامية، نتمنى أن تظل السعودية والإمارات رمزًا للوحدة والتقدم، وأن يستمر التعاون بينهما نحو مستقبل أكثر رفعة وتقدمًا.

في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا، يسرنا أن نتقدم بأجمل التهاني وأطيب الأماني إلى شعب المملكة العربية السعودية. نحتفل معكم بذكرى يومكم الوطني، متمنين لكم مزيدًا من التقدم والازدهار. لتظل المملكة شامخة وقوية، وليستمر التعاون والأخوة الذي يربطها بالدول الشقيقة، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة. فلهذه العلاقة العميقة بين البلدين نكهة خاصة تجمع بين الأخوة والمحبة والتعاون.

كل عام والمملكة بألف خير، وعسى أن تظل راية التوحيد مرفوعة، وأن يحفظ الله الشعب السعودي وقيادته ويديم عليهم الأمان والاستقرار.

د. نشوة الرويني