أطلقت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالتعاون مع معهد غيتي للحفاظ على التراث الدورة التدريبيّة الدولية لحفظ العمارة الطينية لعام 2025، وذلك بعد النجاح الذي حققته النسختان السابقتان في عامي 2018 و2022.
واستقطبت النسختان السابقتان مشاركين من 19 دولة، بما في ذلك المغرب والسعودية والهند، وعلى نطاقٍ أوسع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويعود البرنامج الذي يستمرّ لمدة شهرٍ كامل في نسخته الثالثة التي ستُقام بمدينة العين بالإمارات ومدينة نزوى بسلطنة عمان من 25 يناير حتى 23 فبراير 2025، حيث بقي الطين لآلاف السنين يُستخدم كمادة للبناء في مناطق كثيرة بالعالم بما في ذلك شبه الجزيرة العربية.
ورغم الممارسات والجهود المبذولة حالياً لحماية هذه المواقع المهمة والحفاظ عليها، فإن المباني الطينية تتعرض للاندثار في جميع أنحاء العالم نظراً لإهمالها وتدميرها أو استبدال عناصرها الطبيعية بأخرى حديثة.
وتمتلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا غالبية العمارة الطينية في العالم، وعلى الرّغم من ذلك هناك فرص تدريب محدودة متاحة للمهنيين العاملين في المنطقة في مجال صون وحفظ تراث العمارة الطينية.
وحظيت دورة الحفاظ على العمارة الطينية بشعبية كبيرة، حيث تم تسلم أكثر من 100 طلب للمشاركة في دورة عام2025، وتم اختيار 20 مشاركًا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، ممن يتمتعون بخلفيات متنوعة في مجالات مثل علم الآثار والهندسة المعمارية وعلوم المواد والتخطيط العمرانيوالهندسة.
ومنذ عام 2017، تعاونت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مع معهد “غيتي”، وهي مؤسسة عالمية رائدة في مجال حفظ التراث. وتُعد هذه الدورة بمثابة تأكيد قوي على التزام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بتعزيز وحفظ وحماية العمارة الطينية، التي تُمثل سمة مميزة للهوية المعمارية لإمارة أبوظبي، وهي أيضًا تقليد بناء مشترك عالميًا.
وتم تصميم المنهج بشكل تعاوني، وهو يوفر للمهنيين فرصة فريدة لصقل مهاراتهم واكتساب خبرة عملية في هذا المجال المتخصص من خلال التعلم والممارسة في مواقع التراث الطيني في العين ونزوى بسلطنة عمان.
ويُقدم الدورة التدريبية 14 خبيرًا ومدرسًا رائدًا في مجال حفظ المواد الطينية، بما في ذلك العديد من خبراء إدارة البيئة التاريخية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.
ويغطي المنهج مجموعة متنوعة من المواضيع، تشمل النظرية والمبادئ المتعلقة بالحفاظ، وآليات التلف، ومداخلات الحفاظ، واختبار المواد، وإدارة المواقع، وتخطيط التراث.
أضافت الدورة هذا العام وحدة دراسية تتعلق بتغير المناخ وإدارة مخاطر الكوارث، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم تجميع المواد التعليمية للدورة، التي تم تحسينها على مدار الدورات الثلاث السابقة، ونشرها باللغتين الإنجليزية والعربية كمورد ومرجع قيّم.