قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة إن دبي تتمتع بمنظومة متطورة للطيران والتقنيات، تخلق من خلالها البيئة المثالية لتحفيز الابتكار في قطاع الطيران، لا سيما مع التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك بمناسبة انطلاق “أسبوع مستقبل الطيران” اليوم (الثلاثاء) في “متحف المستقبل” بدبي والذي تنظمه “طيران الإمارات” و”متحف المستقبل”، بمشاركة نخبة من المسؤولين والرؤساء التنفيذيين وخبراء قطاعات الطيران سيناقشون على مدار 3 أيام.
وقال سموه: يجمع أسبوع مستقبل الطيران جميع المقومات اللازمة لتحقيق منظومة متطورة للطيران استناداً إلى الدور المحوري لقطاع الطيران في تعزيز التنقل العالمي وتحقيق الازدهار الاقتصادي وأهمية التقنيات الحديثة في معالجة التحديات التي يواجهها القطاع، ومن شأن النقاشات ووجهات النظر المتنوعة والحلول العملية التي ستطرح على مدى الأيام الثلاثة المقبلة، أن تشكل دفعة قوية لتحقيق إنجازات غير مسبوقة ورسم رؤية مستقبلية واعدة لقطاع الطيران”.

وفي جلسة حوارية حول رؤية دبي لأهم التوجهات المستقبلية في مجال الطيران والخدمات اللوجستية، في اليوم الأول من أعمال “أسبوع مستقبل الطيران”، أكد سعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل أن دبي تملك كافة مقومات الريادة في توظيف التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات واعتماد أحدث الممارسات المبتكرة في كافة قطاعات النقل والشحن الجوي والطيران.
واستعرض بلهول خلال حديثه أهم جهود ومبادرات “مؤسسة دبي للمستقبل” في دعم الابتكار في مختلف القطاعات بشكل عام وفي قطاع الطيران بشكل خاص، مشيراً إلى أن “متحف المستقبل” الذي يستضيف هذا الحدث يمثل حاضنة عالمية لأهم الأفكار المبتكرة والعقول المبدعة للعمل على تصميم مستقبل الطيران بشكل مشترك لمواكبة النمو الهائل لهذا القطاع الاقتصادي المهم والذي يشكل أحد أهم ركائز اقتصاد المستقبل في دبي ودولة الإمارات.
ودعا عبد الوهاب تفاحة الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي، إلى الموازنة بين تطوير تجارب المسافرين وابتكار الحلول الإبداعية في قطاع الطيران بالتزامن مع تحقيق مستلزمات تلبية الطلب المتنامي على حركة السفر حاضراً ومستقبلاً؛ وقال: هناك ثلاث ركائز لصناعة الطيران الناجحة وهي تلبية تطلعات المسافر، وتطوير البنى التحتية، والمساهمة في الناتج المحلي وتوفير فرص العمل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد تفاحة أن مستقبل صناعة الطيران واعد، بفضل مرونة الصناعة وتكيفها، بعد أن أصبحت وسيلة تنقل عالمية، ومساهِمة في النمو الاقتصادي، ومصنعاً للفرص، ومختبراً لأحدث تطبيقات التكنولوجيا، لافتاً إلى أهمية التطور التكنولوجي السريع الذي يضمن البقاء على اطلاع ويرتقي برحلة العميل ويعززها.
وركزت جلسة رئيسية شارك فيها غيث الغيث الرئيس التنفيذي لشركة “فلاي دبي”، وعادل الرضا نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للعمليات في “طيران الإمارات”، وتوني ويتبي مدير الشبكة والاستراتيجية في شركة “العربية للطيران”، ووتر فان ويرش نائب الرئيس التنفيذي لشركة “إيرباص”، على تعزيز قدرات حركة السفر الجوي وتفعيل فرصها المستقبلية.
واعتبر المشاركون في الجلسة، التي ناقشت فرص التكيّف مع بيئات المطارات كثيفة الحركة والاستفادة المثلى منها، أن النمو في قطاع الطيران على مستوى العالم سيكون شاملاً، لكن منطقة الشرق الأوسط وآسيا ستكون القاطرة لهذا النمو وتحظى بالنصيب الأكبر منه.
وأكد عادل الرضا نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للعمليات في “طيران الإمارات”، أن النمو هو السمة الأساسية لقطاع الطيران في الإمارات، داعياً لتعاضد الجهود بين صنّاع القرار وشركات الطيران ومشغلي سلاسل الإمداد لمواجهة التحديات الناشئة ودفع عجلة النمو المستدام.
بالمقابل، اعتبر غيث الغيث الرئيس التنفيذي لشركة “فلاي دبي”، أن المستقبل يحمل فرصاً هائلة لشركات الطيران في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في دبي التي تتمتع ببنية تحتية وتكنولوجية متطورة تجعل مطاراتها من بين الأفضل عالمياً، لافتاً إلى قدرة “فلاي دبي” على مواصلة النمو والتوسع ضمن أسواق واعدة في أوروبا وآسيا وأفريقيا، مدعومةً بشراكاتها وشبكاتها القوية، لا سيما مع تسجيلها مؤخراً نمواً بمعدل 120 %.
من جهته، لفت توني ويتبي مدير الشبكة والاستراتيجية في شركة “العربية للطيران”، إلى أن نمو قطاع الطيران مستمر رغم وجود بعض التحديات في مجال سلاسل التوريد، مؤكداً بأن الإمارات تمثل قوة دافعة لنمو قطاع الطيران العالمي.
وأكد ووتر فان ويرش نائب الرئيس التنفيذي لشركة “إيرباص”، أن الطلب على الطائرات شهد ارتفاعاً هائلاً خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن التحديات الراهنة تتمثل في سلاسل الإمداد والتكاليف التشغيلية والتضخم، وتوقّع بأن عدد الطائرات العاملة ضمن قطاع الطيران سيصل إلى 48،000 طائرة بحلول 2043، مقارنةً بـ 24,000 طائرة اليوم، معتبراً أن الشرق الأوسط سيقوم بدور أساسي في دفع عجلة النمو العالمي.
وشارك سعادة خليفة الزفين الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران؛ وأيمن أبو عباة الرئيس التنفيذي لمطارات الرياض؛ وعمر بن عدي الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا والبنية التحتية في مطارات دبي؛ ونيكولاس فاندابل نائب الرئيس التنفيذي لمطار شارل ديغول في باريس، في جلسة نقاشية أخرى بحثت كيفية تحديث البنية التحتية للمطارات والموجة التالية من تقنيات الطيران المستقبلية.
وأجمع المشاركون على أن مستقبل المطارات قائم على ركائز أساسية في مقدمتها تقليل نقاط الاحتكاك في المطار من خلال تفعيل منظومة المعطيات البايومترية الحيوية للمسافرين مثل تقنية التعرّف على الوجوه مع حماية بياناتهم الشخصية، وبناء الثقة بتطبيقات التكنولوجيا التي تضمن أمن الأفراد والمطارات، وتوسيع استخدام التأشيرات الإلكترونية الفورية، وتعزيز التعاون بين كافة الجهات المعنية وأصحاب المصلحة في مجال المطارات، وزيادة الاستثمار في الأمن السيبراني، وصولاً إلى توفير رحلة سلسة ومريحة لكل المسافرين.
وعرض المتحدثون لتجارب مستقبلية في مطارات، مثل دبي والرياض وباريس، تعمل على مواصلة تسهيل إجراءات السفر عبر المطارات، وتعزيز أمن قواعد البيانات البايومترية، والاستفادة من إنترنت الأشياء، وتخصيص تجربة المسافر، واعتماد التفكير التصميمي بشكل أكبر، والارتقاء بالكفاءة التشغيلية.
وقدمت الجلسة الحوارية الأخيرة مجموعة من التصورات المستقبلية لكبائن الطائرات وخدمات الاتصال التي توظف أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا على متن الطائرة للارتقاء بتجربة المسافرين، واستعرض المشاركون فيها نبذة عن التصاميم والمزايا والخصائص المستقبلية التي تعمل شركاتهم عليها لتصميم مستقبل كبائن الطائرات والارتقاء برحلة المسافرين إلى مستويات جديدة.
شارك في هذه الجلسة مارك هيلر الرئيس التنفيذي لشركة “ريكارو”، ونيلز ستينسترب الرئيس التنفيذي لقطاع الترفيه والاتصال في شركة “تاليس”، وكين سان الرئيس التنفيذي لشركة “باناسونيك أفيونيكس”، ودونالد بوكمان نائب الرئيس للتنقل التجاري لدى شركة “فياسات”، ومارك فوجان رئيس استراتيجية التصميم الداخلي وتجربة الكبائن في “كولينز إيرسبايس”.
وتنظم “طيران الإمارات” و”متحف المستقبل” فعاليات “أسبوع مستقبل الطيران” خلال الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر 2024، بمشاركة وزراء من حكومة دولة الإمارات وكبار المسؤولين الحكوميين وقادة الصناعة في قطاع الطيران والفضاء والشحن الجوي وخبراء الصيانة والإصلاح والتجديد والخدمات اللوجستية.

ويشكّل الحدث الدولي منصة عرض لرؤى استثنائية لمستقبل الطيران، كما يوفر فرصاً ومساحات مفتوحة للنقاش حول الارتقاء بتجربة المسافرين وتلبية الطلب المستقبلي على حركة السفر، وتعزيز الخدمات اللوجستية وتفعيل الشحن الجوي، وبحث أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي والواقع الممتد وإمكانات تكثيف استخداماتها في تطوير طيران المستقبل.