تعج ذاكرة التراث الإماراتي بالعديد من المهن والحرف التقليدية التي تشكل بمكوناتها وتفاصيلها نافذة تفوح منها أصالة الماضي.
توفر تلك الحرف فرصة ملهمة لإطلاق مشاريع تجارية جديدة تعيد توظيف تلك المهارات التقليدية وتعزز من قدرتها التنافسية في السوق.
وساهمت وسائل الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبيع الإلكتروني، بالإضافة إلى برامج الدعم المقدمة من الجهات المعنية، في بروز علامات تجارية على مستوى المنطقة تعتمد على حرف تراثية.
وقد نجح أصحاب هذه العلامات في تحويل تلك الحرف إلى منتجات تجارية مطلوبة، مما يعكس قدرة التراث على التكيف مع متطلبات السوق الحديثة.
ويعد “الدخون” و”المخلطات” من أبرز المنتجات التي بدأت تنافس المنتجات المستوردة، حيث شهدت إقبالا كبيرا نظرا لتوافقها مع الذائقة المحلية.
وقالت المواطنة هدى أحمد، التي تبلغ من العمر 59 عاما، إنها عشقت مهنة صناعة الدخون والمخلطات العربية وامتهنتها منذ أكثر من ثلاثين عاما، مشيرة إلى أن جودة المنتج المحلي تتفوق بشكل كبير على العديد من المنتجات المتاحة في الأسواق، وذلك بفضل طبيعة تحضير وتركيب هذه المنتجات العطرية.
وأشارت إلى العائد الربحي الكبير من وراء صناعة العطور والدخونات المحلية، لاسيما مع سهولة عمليات الترويج والتسويق من خلال منصات البيع الإلكتروني.
وأكدت عدد من المواطنات اللاتي يدرن مشاريع تعتمد على المنتجات التراثية أن هناك فرصًا كبيرة لتحويل هذه المنتجات إلى سلع قابلة للبيع، حيث يمكن أن تتحول العديد من الأفكار إلى مشاريع حقيقية متى توافرت الدراسات الصحيحة والجودة العالية للمنتجات المراد تسويقها.
ولفتت المواطنات إلى وجود أنواع متعددة من المشاريع التجارية القائمة على التراث، التي تحظى برواج كبير في الوقت الحالي، مثل الزخرفة والرسم على الفخار، بالإضافة إلى تصميم الملابس والعبايات وغيرها من الحرف التقليدية.