ترتبط شجرة المانجو وثمرتها اللذيذة ارتباطا وثيقا بالإنسان منذ القدم في مختلف مناطق الدولة، وتتميز المناطق والمدن الساحلية الشرقية من إمارة الشارقة بالطبيعة الجبلية والأودية التي تغذيها الآبار العذبة مما جعل منها موطناً لإنتاج أجود أنواع المانجو.
وتسكن شجرة المانجو معظم بيوت الأهالي منذ كانت المنازل طينية بسيطة ولغاية عصرنا الحديث، حيث يتميز إنتاج المزارعين والأهالي في المنطقة الشرقية بتنوعه من ثمرة المانجو المحلية بأحجامها وأنواعها وألوانها المتعددة بكميات وفيرة تلبي الطلب عليها حتى قبل ظهور عمليات الاستيراد الحديثة.
واعتمد أهالي المنطقة اعتماداً كلياً على ثمرة “المانجو” كونها فاكهة صيفية تساعد في التغلب على ارتفاع درجات حرارة الصيف وتتميز الثمرة المحلية بالحجم الأصغر إضافة إلى إنتاج الأنواع الأخرى ذات الحجم الكبير والمتوسط.
وتتميز مزارع وضواحي مدينة خورفكان بأفضل أنواع المانجو نظرا للمياه الجوفية العذبة التي عرفت بها خورفكان منذ القدم.
بدورها حرصت الجهات المختصة على تجسيد أهمية ثمرة المانجو وعلاقتها بالأهالي في خورفكان بتنظيم (مهرجان المانجو السنوي) بنسخته الثالثة الذي ينطلق يوم غد الجمعة في مركز إكسبو خورفكان وهو الحدث الأكبر من نوعه في المنطقة الذي يشهد إقبالا كبيرا ومشاركات واسعة من مختلف الفئات في المدينة.
ويعد المهرجان أكبر تجمع لأنواع ثمرة المانجو بالمنطقة وبمشاركة مثمرة من المزارعين والمؤسسات والأهالي بهدف استعراض خيرات الأرض من هذه الثمرة التي يطلق عليها البعض “ملكة الفاكهة”.
وأكد محمد الجوهري المشرف العام للمهرجان أن المهرجان يشهد في نسخته الثالثة تطوراً كبيرا من حيث الإقبال والمتابعة والمعروض من أنواع المانجو، متوقعا عرض أكثر من 150 صنفاً من المانجو تتنوع في الأشكال والأحجام واللون والمذاق وجميعها من المزارع المحلية المنتشرة في المنطقة وأنحاء الدولة، ومشاركة أكثر من 25 مزارعاَ في الحدث .
كما يشهد المهرجان مشاركات من دول مجلس التعاون الخليجي منها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وذلك نظرا لما حققه من انتشار وسمعة رائدة في نسختيه الأولى والثانية لما يتضمنه من الفعاليات المتعددة والورش المتنوعة والمسابقات الخاصة بسلال المانجو.
ولفت الجوهري إلى أن المهرجان يتميز بكون المنتجات المعروضة هي عضوية تم إنتاجها وتنميتها بدون استخدام أي نوع من المبيدات وهذا ما يثير إعجاب الجمهور بشكل كبير فضلا عن الأصناف العديدة من الفاكهة.
ونوه إلى أن المهرجان منح المزارعين فرصة للتعريف بمنتجاتهم المحلية وعرضها في هذه المنصة وساعد في فتح اسواق جديدة لهم وأتاح للمهتمين بزراعة المانجو تبادل الأفكار والتجارب والاستفادة من خبرات المزارعين القدامى والمتمرسين، كما ساهم المهرجان في جذب الراغبين في الاستثمار في المجال الزراعي وتحفيزهم للدخول في مشاريع زراعية تعود عليهم بالفائدة وتكون ذات مردود مادي جيد.
وأشار المشرف العام للمهرجان إلى أن هذا الحدث يشهد سنوياً تطورا ملحوظا من ناحية طريقة العرض والأنواع المعروضة والفعاليات المصاحبة مؤكداً أن الإمارات غنية بالخيرات وتنتج أنواع متميزة من الفاكهة، داعيا إلى التوسع في زراعة الفاكهة والخضروات قدر المستطاع وتنظيم فعاليات ومهرجانات لأنواع أخرى من الفاكهة المحلية لتعزيز الاهتمام بها والاستفادة من مردودها الاقتصادي والاجتماعي.