أكدت فيونا باسيت، الرئيسة التنفيذية لـ”فوتسي راسل” العالمية، التابعة لمجموعة بورصة لندن، على دور دولة الإمارات العربية المتحدة الرائد كمنارة للابتكار المالي في الشرق الأوسط، ومكانتها كمركز رائد للتمويل الإسلامي. وقالت فيونا، في حوار مع وكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش حفل إطلاق المؤشر الإسلامي فوتسي سوق أبوظبي “فادكسي 15″، إن دولة الإمارات مجهزة جيداً مع إطلاق هذه المؤشرات المتخصصة لتلبية احتياجات المستثمرين العالميين المتطورة، مما يضمن الازدهار الاقتصادي المستدام والاستقرار المالي في السنوات القادمة. وأشارت إلى ازدياد بروز دولة الإمارات في مشهد التمويل الإسلامي بعد أن أصبحت محط أنظار المستثمرين العالميين الباحثين عن فرص استثمارية أخلاقية، بما يسهم في تعزيز سمعة المنطقة كمركز مالي متقدم. وأضافت أن شركة فوتسي راسل وسوق أبوظبي للأوراق المالية كشفا عن المؤشر الإسلامي الجديد في تعاون رائد يبرز الدور المحوري لدولة الإمارات في المشهد المالي العالمي، حيث من المتوقع أن يعيد هذا المؤشر المبتكر تعريف الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة، مما يضع الإمارات في موقع الريادة في التمويل الإسلامي ويعزز مكانتها كلاعب رئيسي في سوق التمويل العالمي. وأوضحت أن الشراكة بين “فوتسي راسل” وسوق أبوظبي للأوراق المالية تشكل علامة فارقة في تطور الأسواق المالية في الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال الاستفادة من خبرة فوتسي راسل في إعداد المؤشرات، حيث تهدف هذه الشراكة إلى إنشاء معايير من الجيل القادم المصممة لمنطقة مجلس التعاون الخليجي الديناميكية والمتنامية، كما يعزز هذه التحالف الاستراتيجي الدور الريادي لسوق أبوظبي بين أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، ويقدم أدوات مالية متطورة تلبي الطلب المتزايد على منتجات الاستثمار المتوافقة مع الشريعة. وأعربت فيونا عن حماسها للشراكة مع سوق أبوظبي لتقديم المؤشر الإسلامي الجديد، مشيرة إلى أن هذا التعاون يؤكد الالتزام بتقديم حلول استثمارية مبتكرة وشاملة تلبي احتياجات المستثمرين المتنوعة حول العالم، كما يعد المؤشر الجديد شهادة على التكيف مع المشهد المالي المتطور. وذكرت أن إطلاق المؤشر الإسلامي يأتي في وقت يشهد فيه قطاع التمويل الإسلامي العالمي نموًا غير مسبوق وملحوظ على مر السنين، حيث توسعت الأصول الإجمالية من 2.4 تريليون دولار في 2016 إلى 4.5 تريليون دولار في 2022، فيما تشير التوقعات إلى أن الصناعة ستصل إلى 6.66 تريليون دولار بحلول 2027، مما يعكس معدل نمو سنوي مركبا يقارب 11%. وأوضحت أنه تم تصميم المؤشر الإسلامي الجديد “فادكسي 15” بعناية لتلبية هذا السوق المتنامي، مشيرة إلى انه مؤشر فرعي من مؤشر فوتسي سوق أبوظبي العام وجزء من سلسلة مؤشرات فوتسي سوق أبوظبي الأوسع، حيث تم إعداد المؤشر وفقًا للمبادئ الأساسية للتمويل الإسلامي، بما يضمن أن يشمل الشركات التي تلتزم بمبادئ الشريعة فقط، مما يحافظ على أعلى معايير الامتثال والنزاهة. وأكدت على أن إطلاق المؤشر الإسلامي “فادكسي 15” شهادة على الرؤية الاستراتيجية للإمارات والتزامها بتعزيز نظام مالي نابض بالحياة ومبتكر ومستدام، حيث تقف الإمارات في المقدمة للمساهمة في دفع عجلة النمو وجذب الاستثمارات والدفاع ممارسات الاستثمار الأخلاقية، وذلك في ظل التطورات المتسارعة في المشهد المالي العالمي. وذكرت أن سلسلة مؤشرات “فوتسي سوق أبوظبي” تعتبر حجر الأساس في جهود الشراكة لتعزيز البنية التحتية المالية لأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، فمن خلال تطوير معايير قوية وإدخال المؤشرات البيئية والاجتماعية والحوكمة، تعمل “فوتسي راسل” و”سوق أبوظبي” على مواءمة الأسواق المالية في المنطقة مع المعايير الدولية، مما يعزز الشفافية والموثوقية. وقالت الرئيسة التنفيذية لــ “فوتسي راسل” العالمية، إن حصة الأسهم الامارتية بلغت نسبتها 13.12% من اجمالي أسهم منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ضمن مؤشر فوتسي راسل بحسب البيانات الصادرة في نهاية سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أن مراجعة المؤشرات نصف السنوية لـفوتسي راسل أحدثت تغييرات كبيرة في أسواق الشرق الأوسط، وخاصة في الإمارات والسعودية ومصر، حيث تعكس هذه التغييرات قوة وديناميكية أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، مدفوعة بتحسينات في رأس المال القابل للاستثمار، وزيادة السيولة. وذكرت أن المراجعة الأخيرة للمؤشرات شهدت إضافة أسهم جديدة بما يعزز هذا التضمين من التنوع الاستثماري ويزيد من عمق الأسواق بشكل عام، كما تمت إضافة بعض الأسهم التي لم تكن تفي بمعايير السيولة سابقًا، مما يضمن بقاء المؤشرات تتمتع بمستويات سيولة جيدة وأكثر جاذبية للمستثمرين، حيث تمت ترقية 22 سهمًا من فئات رأس المال الأصغر إلى الأكبر، مما يضمن أن تكون فقط أعلى 72% من مكونات مؤشر فوتسي العالمية المصنفة كرأس مال كبير. وأكد فيونا باسيت، على أن الشراكة بين “فوتسي راسل” و”سوق أبوظبي للأوراق المالية، تدور حول تعزيز الابتكار والاستدامة في الأسواق المالية، حيث يتماشى إدخال المؤشرات البيئية والاجتماعية والحوكمة مع الاتجاهات العالمية نحو الاستثمار المسؤول، مما يضمن بقاء القطاع المالي في الإمارات تنافسيًاً ومرناً، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تدعم استراتيجيات الاستثمار المسؤولة وتساهم في الأهداف العالمية للاستدامة.