تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة.. انطلقت اليوم بمقر الجامعة فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي الأول في التقنيات الحيوية “SICBiotech”، الذي نظمته كلية العلوم من خلال قسم علوم الحياة التطبيقية بحضور عدد كبير من الباحثين والمهتمين من المؤسسات العلمية والأكاديمية والمتخصصة في الدولة ، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا.
وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة سعادة الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير الجامعة، قدم فيها أسمى آيات الشكر والتقدير لسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة ورئيس الجامعة، لرعايته للمؤتمر، ودعمه وتوجيهاته القيمة التي تساهم في تحقيق المزيد والتطور في للجامعة.
وقال إن تنظيم هذا المؤتمر يؤكد التزام الجامعة بتطوير البحث العلمي والتعاون في مجال التقنيات الحيوية، كواحد من أهم المجالات التي لها تأثير كبير في مجالات الرعاية الصحية، وحماية البيئة، والأمن الغذائي وذلك من خلال العديد من الجلسات العلمية والحلقات النقاشية التي يشارك فيها نخبة من العلماء والخبراء وتتناول موضوعات متنوعة منها التكنولوجيا الحيوية والرعاية الصحية ، والمعلوماتية الحيوية، والتكنولوجيا الحيوية الزراعية والصيدلانية، والأخلاقيات الحيوية.
وأشار إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الجامعة للبحث العلمي من خلال معاهدها ومراكزها البحثية التي يعمل بها نحو 100 مجموعة بحثية في تخصصات متعددة وبفضل تصنيفها المتقدم إقليمياً في التعليم والبحث وخدمة المجتمع.
من جانبه أشار الدكتور نوار ثابت ،عميد كلية العلوم ، إلى التحولات غير المسبوقة في كل المجالات وبصفة خاصة مجال العلوم الحيوية، والتي توضح أكثر من غيرها عن التأثيرات العميقة التي تنتج عن فروقات صغيرة على المستوى الجزيئي بين الكائنات وأن فهم الأنظمة الحيوية المعقدة بحاجة إلى تطوير أدوات جديدة لدراستها مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي وتحليل البيانات.
وقال ” نحن بالفعل نشهد ميلاد عصر جديد تحدث فيه تحولات جمة تفرض علينا إعادة النظر بصفة جذرية في كيفية إدارة وتحليل ما لدينا من بيانات ، ومع بروز الحوسبة الكمية في الأفق، يؤشر إلى أن فجر ثورة صناعية خامسة يوشك على البزوغ “.
وقال الدكتور علي قبلاوي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر ، أنه من خلال الأوراق البحثية المتنوعة سوف تتم مناقشة التحولات البارزة في التكنولوجيا الحيوية من خلال سلسلة من الجلسات العامة والمتوازية ومنها الاختبارات الجينية، والذكاء الاصطناعي في علم الجينوم ، والتحكم الجيني في أمراض النباتات ، ومحاولة استكشاف تأثيرات التكنولوجيا الحيوية على مرونة البيئة ، والابتكارات الصحية ، والممارسات المستدامة موضحاً بأننا نعيش الآن في عصر أصبحت فيه التكنولوجيا الحيوية قوة تحويلية تعيد تشكيل أنظمة الرعاية الصحية، وحماية البيئة، والصناعات من طرق الاختبارات الجينية الرائدة إلى التقدم في الزراعة المستدامة والطب الشخصي، وتقدم التكنولوجيا الحيوية الحلول التي نحتاجها لمواجهة بعض التحديات العالمية الملحة، مثل الأمن الغذائي، والاستدامة البيئية، وتحسين الصحة العامة.
ويتناول المؤتمر من خلال العديد من الجلسات العلمية والمتحدثين الرئيسين عددا من المحاور العلمية، منها، علم الوراثة وصحة الإنسان، حيث ناقش المؤتمر التحديات المتعلقة بالاختبارات الجينية للأجنة البشرية، مع التركيز على القضايا الأخلاقية والتقنية والطبية المرتبطة بتقنيات الفحص كما قدم العلماء ورقة علمية حول آليات إشارات الكالسيوم داخل الخلايا ، مما يبرز دورها الحيوي في وظائف الخلايا ، وتم تناول التطورات في العلاجات البيولوجية لاضطرابات الأذن الداخلية، مشيرين إلى إمكانيات وتحديات هذه العلاجات الحديثة لصحة الحواس.
وفي المحور الثاني تم مناقشة دور الذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم من خلال دراسة العلاقة بين المعلوماتية الحيوية والذكاء الاصطناعي، وكيف بدأت تقنيات تحليل البيانات المتقدمة تقود عصرًا جديدًا في علم الجينوم وأصبح الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في تفسير مجموعات البيانات الجينومية الكبيرة ، مما يعزز من الاكتشافات السريعة في الطب الشخصي والكشف المبكر عن الأمراض وتصميم خطط علاج دقيقة.
وتناول المحور الثالث في المؤتمر الابتكار الزراعي والمرونة المناخية، وذلك لأهميته في معالجة قضايا الأمن الغذائي وتغير المناخ، حيث ناقش الباحثون الهندسة الأيضية في النباتات كوسيلة لتعزيز إنتاجية المحاصيل وزيادة مرونتها، وقدمت الدراسات حول شبكات تنظيم الجينات في بعض النباتات رؤى جديدة حول كيفية استجابتها للضغوط البيئية ، مما يسهم في تطوير استراتيجيات زراعة محاصيل مقاومة للتغيرات المناخية.
وتطرق المحور الرابع إلى دراسة العمليات الحيوية المستدامة المصممة لتعزيز القدرة التنافسية في القطاعات الزراعية والصناعية من خلال استعادة الموارد وتقليل النفايات كما تم تسليط الضوء على دور الفطريات كأداة طبيعية فعالة للحفاظ على النظم البيئية واستعادتها، مع تطبيقات في صحة التربة ومرونة النبات وقد أظهر التحليل الكيميائي النباتي لأوراق الزيتون وجود مركبات عالية القيمة ، مما يعكس التطبيقات الواعدة لهذه الموارد المحلية في المنتجات الغذائية والعلاجية.