يعتبر معرض أبوظبي للكتاب 2024، منصة مثالية لإبراز مواهب الناشئة وعرض إبداعاتهم الفنية، أمام أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، التي تسهم في تبادل الأفكار الابداعية، وتعزيز الوعي لدى الأجيال.
وما يلفت انتباه زوار المعرض، الذي يستمر حتى 5 مايو، خلال جولاتهم 3 لوحات تميزت بتفرد الفكرة، وتميز التنفيذ، أنجزها الفنان تيم العمر.
وقال الفنان التشكيلي تيم العمر في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” أنه يشارك للمرة الأولى في معرض أبوظبي للكتاب، وكانت أول تجربة له بعرض إحدى تلك اللوحات التي صنعت من ريش الصقور، وتحمل عنوان “زايد الخير”، يبلغ ارتفاعها 5 أمتار، وعرضها 4 أمتار، وتضم 11 ألفا و500 ريشة جمعها من مختلف أنحاء الدولة.
وأضاف أن المدة الزمنية التي استغرقت في صنع لوحة الريش نحو 8 أشهر من العمل المتواصل، موضحا “قمت خلال هذه الفترة بجمع ريش الصقور من كافة مناطق الإمارات، فقد ذهبت إلى ليوا والمدام والذيد وغيرها وزرت بعض العيادات البيطرية وبلغ عدد الريش الذي جمعته أكثر من 30 ألف ريشة عملت على فرزها حسب اللون والجودة واستخدمت منها 11 ألفا و500 ريشة وقمت بمعالجتها وتعقيمها ولصقها على اللوحة”.
وأشار تيم عمر إلى أنه ، عرض ثلاث لوحات متسلسلة لحكام أبوظبي، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تم حبكها بعناية من 100 غترة، ويصل ارتفاع كلّ منها 3 أمتار وعرضها مترين.
ولفت إلى أنه عرض لوحة أخرى صنعت بـ 520 ألف حبة بن، تم تحميصها بدرجات حرارة متفاوتة لتكتسب تدرجات لونية تتراوح بين الأخضر والبني، ومن ثم تشكيلها على هيئة لوحة فنية تظهر صورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بارتفاع مترين، وعرض ثلاثة أمتار.
وقال “بالنسبة للوحة القهوة فقد تطلبت مني جهدا كبيرا، واستغرق إنجازها 4 شهور، حيث قمت بتحميص القهوة على درجات حرارة مختلفة لكي استخرج 6 ألوان متنوعة ثم قمت بتشكيلها على اللوحة، في حين استغرق إنجاز لوحة “الغترة” أكثر من 4 شهور أيضا، من حيث تشكيل القماش ومعالجته بطريقة تجعله يبدو قديما، وهي عملية معقدة واستغرقت مني محاولات وتجارب كثيرة ليظهر القماش على هذه الصورة ولكي تبقى اللوحة محافظة على جودتها مدة طويلة”.
ووجه الفنان تيم العمر شكره لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ممثلا في مركز أبوظبي للغة العربية، الذي نظم هذا الحدث العالمي الكبير، لاحتضانه المواهب الفنية وإبداعات الشباب من مختلف الجنسيات التي تقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعمها لكي تبرز وتظهر إلى العالم كله.
ويسعى معرض أبوظبي الدولي للكتاب إلى ترسيخ ثقافة الإبداع، ورفع الوعي وتوسيع المدارك وتعزيز المعرفة لدى الجميع خاصة.
ويعد المعرض منبرا للحوار الحضاري والأعمال الإبداعية ومنصة مثالية يلتقي تحت ظلها زوار المعرض مع المفكرين والكتاب من مختلف أنحاء العالم.
كما يعتبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي انطلق عام 1981، منصة ثقافية دولية رائدة، تجمع الناشرين والمثقّفين والمتخصّصين والمكتبات والوكلاء والمؤسسات الثقافية والإعلامية، لتبادل الأفكار والخبرات، واستكشاف الفرص، وتعزيز التواصل والتعاون حول قطاع النشر والصناعات الإبداعية.
ويستضيف الحدث السنوي، دور نشر عربية وإقليمية ودولية، كما يُقدّم برنامجا ثقافيا ومعرفيا متكاملا يشمل الجوانب الثقافية والمهنية والتعليمية والإبداعية والترفيهية، إلى جانب فعّاليات ومحاضرات وجلسات نقاشية وورش عمل متخصّصة بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقّفين، مما يُسهم في تطوير قطاع النشر والصناعات الإبداعية، ويعزّز قدرات الناشرين المحليين والعرب ويفتح آفاقاً جديدة أمامهم.