ناقش الخبراء في “منتدى دبي للمستقبل 2024″، الأنظمة الصحية والبيئية ودورها في تشكيل مستقبل أفضل للبشرية.

وتناولت جلسات محور “مستقبل الأنظمة الصحية” في اليوم الثاني من المنتدى رؤى مختلفة لمستقبل الرعاية الصحية، ودور الحمض النووي، وتجنّب التحيّز في البيانات الطبية والصحية.

وفي جلسة “إعادة تصور مستقبل الرعاية الصحية” ناقشت هذا المحور البروفيسورة باتي مايس، المحاضرة في مختبر الإعلام بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأليكس كومرمن، الرئيس التنفيذي للابتكار في “ليزي برين”، في حوار مع الدكتور محمد القاسم، عميد أكاديمية دبي للمستقبل.

وقالت باتي مايس إن الأجهزة الذكية التي نحملها معاً طوال الوقت أصبحت أكثر ذكاءً بشكل متزايد، ليس فقط بسبب الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضاً لأنها حصلت على المزيد من تقنيات الاستشعار، ما يتيح لها الوصول إلى المزيد من البيانات حول حامليها والبيئة المحيطة بهم، وهذا هو ما نسميه الجيل التالي من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية والتي تساعد في المقام الأول على تتبع بعض المعايير الصحية مثل عدد الخطوات، ومعدل ضربات القلب، وجودة النوم، وما إلى ذلك.

بدوره، ذكر أليكس كومرمن أن البيانات تعد الثروة الحقيقية حالياً وهي بمثابة النفط حالياً ، وفي عالم اليوم البيانات في كل مكان، بل هناك طوفان من البيانات – ليس فقط من الأجهزة الذكية، ولكن أيضًا من كل ما يتعلق بالصحة، والأشعة السينية، والأشعة المقطعية، وقراءات درجات الحرارة ، وهذا التنوع في البيانات يمثل مشكلة في الواقع لأنه لا يوجد تنسيق، و لمعالجة البيانات بكفاءة، يتعين علينا تطوير نوع جديد من فهرسة البيانات وتخزينها، وهو ما يتم العمل عليه منذ بضعة عقود.

وضمن جلسة بعنوان “هل فقد الحمض النووي عرشه في تاريخ تطور البشرية؟” تحدث البروفيسور جيانجون ليو، المدير التنفيذي بالإنابة لمعهد دراسات الجينوم في سنغافورة، والبروفيسورة لورا بايروت، مستشارة المعهد الوطني لبحوث الجينوم البشري بالولايات المتحدة، والدكتورة غابرييلا فيز، المحاضرة والباحثة بمعهد بارت للسرطان في جامعة كوين ماري في لندن.

وقال البروفيسور جيانجون ليو إنه يتم التحكم في 30 في المائة من خطر الإصابة بالأمراض وراثيا، ويحدده اختلاف الجينوم، حيث اعتدنا على الاعتقاد بأن الحمض النووي لا يتغير أبدا، لكننا تعلمنا أن هذا ليس صحيحا فالمخاطر تختلف في لحظة معينة، وفي بيئة معينة، على الرغم من أننا نحمل الجين نفسه طوال حياتنا.

بدورها، قالت البروفيسورة لورا بيروت إن ما نراه حاليا مع علم الجينوم هو أن بيئتنا وسلوكنا يؤثران على الجينات التي يتم تشغيلها وإيقافها وفقا لمعطيات معينة.

من جهتها، قالت الدكتورة غابرييلا فيز إنه في غضون 50 عاما، سيكون لدينا تدخل شخصي ومعرفة ضخمة حول مخاطرنا في وقت مبكر من الحياة، فعلى مدى السنوات العشر المقبلة، تواصل دولة الإمارات ودبي بقيادتها وبنيتها التحتية ومواردها، جهودها في مساعدة العالم لتحقيق أقصى استفادة من العلوم الحديثة للوقاية من السرطان والوقاية من مرض السكري.

وتطرقت جلسة “ماذا لو تجنبنا التحيز في جمع البيانات الصحية؟” التي شارك فيها كلٌ من البروفيسورة أنجيلا ماس، أستاذة طب القلب النسائي بالمركز الطبي بجامعة رادبود، والدكتورة ليزا فالكو، استشارية الذكاء الاصطناعي والبيانات لدى مجموعة “زولكي”، والدكتورة شايستا حسين، المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لـ”سيف تشيك”، إلى أهمية الحياد والشمول في التعامل مع البيانات الصحية والطبية مستقبلاً.

وأكد المتحدثون أهمية عدم التحيز في مدخلات الذكاء الاصطناعي لإدارة البيانات الصحية والطبية للأفراد على اختلاف أعراقهم وأجناسهم، داعين إلى التركيز على تفعيل تحليل البيانات الضخمة ونمذجتها على الأساس العلمي الحيادي والمتوازن.

وبحثت جلسات محور “مستقبل الأنظمة البيئية” في اليوم الثاني من “منتدى دبي للمستقبل 2024” “كيف سيعزز الذكاء الاصطناعي قدرتنا على التواصل مع البيئة؟” و”تصميم مدن المستقبل والدروس المستفادة من التجارب الناجحة” و”هل سينجح البشر في مواجهة تداعيات التغير المناخي؟”.

واستضافت جلسة “كيف سيعزز الذكاء الاصطناعي قدرتنا على التواصل مع البيئة؟” حواراً بين جاين لاوتون، مديرة الأثر في مشروع “إيرث سبيشز بروجكت”، والدكتور كورت فان مينسفورت، زميل مبادرة شبكة “نكست نيتشر نتوورك”، والدكتور عبد الرحمن المحمود، الخبير بمكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي.

وأجمع المتحدثون على دور إيجابي مستقبلي ممكن للذكاء الاصطناعي في تعزيز فهم البشر لبيئة الكوكب بشكل أفضل.

وضمت جلسة “تصميم مدن المستقبل والدروس المستفادة من التجارب الناجحة” كلاً من ثيريشن جوفندر، مؤسس مؤسسة “اربن ووركس”، وهدى الشكعة، مديرة قسم الاستراتيجية والتخطيط الحضري في “جيهل أركيتكس” بدولة الإمارات.

وعرضت هدى الشكعة مشروعاً حول الانتماء الحضري تم تنفيذه في مدينة كوبنهاجن ويركز على رؤية المدن بعيون القاطنين فيها من حيث الطبيعة والمكان والهوية، فضلاً عن التعرف على الأشخاص الذين شعروا بالانتماء القوي للأحياء التي يعيشون فيها.

وتوصل المشروع إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في أحياء لا تتصل بالطبيعة يفتقرون إلى الانتماء للمحيط الذي يعيشون فيه.

بدوره تحدث جوفندر عن مشروعه الذي تم تنفيذه في إحدى مدن جنوب أفريقيا موضحا أنه في ظل تسارع وتيرة التنمية الحضرية، تتنامى أهمية التسامح والتعاطف مع الآخرين، ولذا من الضروري معرفة طرق استخدام للمساحات العامة لتوفير البنية التحتية التي تلبي احتياجات الناس.

أما جلسة “هل سينجح البشر في مواجهة تداعيات التغير المناخي؟” فجمعت كلاً من الدكتور رنزو تادي، المحاضر في العلوم الإنسانية بالجامعة الفيدرالية في ساو باولو، وماثيوس هونيغر، مدير التدخلات المناخية بالمركز الدولي لأجيال المستقبل، والدكتورة لورينا سابينو، أستاذة العلوم البيئية بجامعة الفلبين لوس بانوس.

وناشد المتحاورون الدول والمجتمعات والمؤسسات والأفراد التعاون وتوحيد الجهود من أجل مواجهة تداعيات التغير المناخي.