تنطلق في دبي، الأحد، أعمال المسح الصحي الميداني للأسر لعام 2023، وتنفذه هيئة الصحة بالتعاون مع «هيئة دبي الرقمية»، من خلال مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء.
ويستهدف المسح شرائح متنوعة ومجموعة مختارة من فئات المجتمع تشمل: المواطنين والمقيمين (أطفال ويافعون ونساء ورجال وكبار السن)، إلى جانب التجمعات السكانية والعمالية.
وتقوم على تنفيذ المسح الصحي فرق مختصة ومدربة على القيام بعملها باحترافية ومرونة.
وكانت الهيئة بدأت أخيراً الإجراءات التحضيرية لانطلاق المسح، وفق أعلى المعايير العلمية والتخصصية المعمول بها عالمياً، ضمن اشتراطات وضوابط صارمة تراعي خصوصية وسرية البيانات والمعلومات التي سيتم جمعها من المستهدفين بالمسح.
ويعد المسح الصحي للأسر، المسح الرابع الذي تجريه الهيئة ضمن البروتوكولات الصحية الدولية والأصول المتعارف عليها في هذا المجال، بعد المسح الذي نفّذته بنجاح في الأعوام 2009، و2014، و2019.
ويغطي المسح أربعة محاور رئيسة، وهي: الأمراض والمشكلات الصحية المزمنة (السكري والضغط والسمنة)، وأنماط الحياة الصحية (تدخين التبغ، والنشاط البدني، والغذاء الصحي)، والإنفاق على الصحة (الإنفاق على خدمات العيادات الخارجية والمستشفيات)، وجودة الخدمات الصحية (الرضا عن الوضع الصحي والخدمات المقدمة، والفحوص الدورية).
كما يشمل مجموعة من الفحوص الأساسية مجاناً.
وقال المدير العام للهيئة، عوض صغير الكتبي، إن «ما حققته دبي وما تشهده من تحولات نوعية في القطاع الصحي، يعكس اهتمام حكومة دبي بهذا القطاع، ومدى أولويته، بوصفه جزءاً رئيساً من التنمية المستدامة، وداعماً مباشراً للتقدم المتواصل، والإنجازات المتوالية التي تحققها الإمارة، والتي جعلتها في طليعة المدن العالمية الأكثر تطوراً».
وأوضح أن خطط الهيئة واستراتيجيتها التطويرية، تعتمد على منهجية علمية ومهنية ورؤية واضحة، متصلة بالواقع الصحي لإمارة دبي ومستقبلها. ويمثل المسح الصحي أداة بالغة الأهمية لصناعة القرار ورسم السياسات، سواء المرتبطة بالتطوير الشامل لأنظمة وتشريعات الرعاية الصحية، أو الاحتياجات المستقبلية والرفاه الصحي لسكان دبي.
وأضاف أن الهيئة لديها ثقة بمستوى وعي أفراد المجتمع بقيمة وأهمية المسح الصحي، وتطلعها إلى استجابتهم وتفاعلهم مع فرق العمل الميداني القائمة على عملية المسح، لما في ذلك من ضمان لنجاح هذه المهمة التي تستدعي تكاتف الجميع، لإنجازها على الوجه الأكمل.
من جهته، قال رئيس تنفيذي مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء، يونس آل ناصر، إن دبي تمضي قدماً في مسيرة رقمنة الحياة بجوانبها كافة، عبر الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة وحلولها المختلفة وتوظيفها لتطوير حياة الناس وتقديم منظومة متكاملة من التجارب الاستثنائية التي تحقق رفاهيتهم وتزيد مستويات سعادتهم.
بدورها، أكدت المديرة التنفيذية لقطاع عمليات البيانات والإحصاء في دبي الرقمية، عفاف بوعصيبة، أن «البيانات تتيح لأصحاب القرار اتخاذ الإجراءات اللازمة ومعالجة التحديات».
وقال مدير إدارة البحوث والدراسات وتحليل البيانات في هيئة الصحة رئيس فريق المسح، خالد الجلاف، إن المسح الصحي يعد ممارسة علمية تلجأ إليها الأنظمة الصحية في العالم دورياً، وتقترحها منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي للحصول على البيانات الدقيقة والمؤكدة المتعلقة بصحة الأفراد والأسر والمجتمع، من خلال الزيارات الميدانية المباشرة لعينة محددة من الأسر والأفراد ستمثل بشكل دقيق، توزيع سكان إمارة دبي.
وعن الأهداف التي تسعى الهيئة إلى تحقيقها من وراء المسح، أكد الجلاف أن العملية تهدف إلى تعزيز الصحة العامة وجودة الحياة لسكان دبي، ورفع مستوى خدمات الرعاية الصحية، والوصول إلى نموذج صحي عالمي يحتذى، من خلال التعرف على احتياجات الأسر والأفراد المستهدفين من المسح الصحي التي من شأنها الإسهام في رسم الخطط المستقبلية للقطاع الصحي في دبي.
وتستهدف الهيئة تنشيط وتعزيز أداء النظام الصحي، وتحديث المؤشرات الصحية حول سكان إمارة دبي، وتعزيز قاعدة البيانات والمعلومات الصحية، اعتماداً على البيانات والمعلومات الميدانية التي تعكس الواقع الصحي في الإمارة.
وأوضح أن الهيئة حرصت على تبسيط إجراءات المسح الصحي الميداني، توفيراً لوقت وجهد المستهدفين، حيث سيتم ذلك في خطوات سهلة وبسيطة تبدأ بملء استمارة البيانات الإلكترونية، ثم قياس مستويات السكري وضغط الدم وأنماط الدهون، إلى جانب قياسات الطول والوزن، مؤكداً أن المسح الصحي فرصة لتعرف الفئات المستهدفة على حالتها وظروفها الصحية، ومساعدتها على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لتعزيز الصحة وجودة الحياة