تحت رعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسَّسة التنمية الأسرية كرَّم سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، الفائزين بجائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمُّر في المدارس، بدورتها الرابعة.
حضر حفل التكريم – الذي أُقيم في مقر المجلس في أبوظبي- معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي سارة عوض عيسى مسلم، وزيرة دولة للتعليم المبكر، رئيس دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، وسعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وعدد من المسؤولين في قطاع التعليم والحماية الاجتماعية، وممثّلين عن مدارس حكومية وخاصة في الدولة.
وأكَّدت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك أنَّ دولة الإمارات، منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، تُولي أهمية كبيرة وعناية خاصة لفئة الأطفال واليافعين، لكونهم جيل المستقبل الذي سيحمل راية الوطن ويواصل مسيرته الظافرة.
وقالت سموّها بهذه المناسبة«إنَّ دولة الإمارات في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تحرص على توفير البيئة المثلى لتنشئة الأطفال واليافعين التنشئة القويمة، وإعدادهم وتزويدهم بالعلم والمعرفة والبناء النفسي الراسخ، ليكونوا كما يتطلَّع إليهم مجتمعهم ودولتهم مثالاً في العطاء والقدرة على تحمُّل المسؤولية، والنهوض بالوطن ومواصلة رسالته الإنسانية».
وأضافت سموّها: «أنَّ جائزة الوقاية من التنمُّر في المدارس تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر التنمُّر الذي من شأنه أن يؤثِّر سلباً في أطفالنا، ويحدَّ من قدرات أبنائنا الطلبة ويعوق تقدُّمهم العلمي، ويؤثر في سويتهم النفسية والجسدية بحيث تكون مدارس دولة الإمارات بيئة حاضنة وموئلاً مثالياً لتعليمٍ يُضاهي أرقى المستويات العالمية، ويحقِّق تطلُّعات قيادتها وشعبها في أن تكون الأولى والأفضل على مستوى دول العالم في مختلف المجالات التنموية، ويُسهم في تمكين أبنائها من العبور نحو المستقبل بثقة واقتدار».
وأكدت سموّها َّأن الجائزة تدعم نهج دولة الإمارات في تعظيم قيم الأُخوَّة الإنسانية والتعايش والتسامح، وترسيخها في نفوس أبنائها، وتمكينهم من التواصل وبناء العلاقات الإيجابية مع أقرانهم دون تمييز، ما يعود بالنفع عليهم وعلى محيطهم وعلى الإنسانية جمعاء.
وأشادت سموّها بما حقَّقه برنامج الوقاية من التنمُّر في المدارس من نتائج تُسهم في تعزيز القيم الإيجابية، وحماية الطلبة من الظواهر السلبية التي قد تعترض مسيرتهم نحو تحقيق أفضل النتائج على المستويين العلمي والشخصي.
وهنّأت سموّها الفائزين بالجائزة، الذين يشكِّلون مثالاً يُحتذى في المبادرة البنّاءة التي تُسهم في غرس السلوك الإيجابي وقيم التعاون بين الطلاب، والحدّ من السلوكيات غير المرغوبة، مؤكِّدةً أنَّ دولة الإمارات ستظلُّ على الدوام وطن المحبة والقيم النبيلة، ومهوى أفئدة الباحثين عن العيش الكريم، وأشادت بجهود المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ومساعيه للحدِّ من الأخطار الناجمة عن التنمُّر، والوصول إلى مدارس خالية من التنمُّر يُحقِّق فيها الطلاب النتائج التي تلبّي تطلُّعاتهم.
يأتي تكريم الفائزين بالجائزة في سياق برنامج الوقاية من التنمُّر في المدارس، الذي أطلقه المجلس الأعلى للأمومة والطفولة عام 2016 بتوجيهات من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، بهدف مكافحة هذه الظاهرة التي تنعكس سلباً على سلامة الطلاب وسيْر العملية التدريسية، وتؤثِّر عميقاً في نفسية الطلاب، وتعوق قدرتهم على الاندماج في البيئة المدرسية وتحقيق التفوُّق الدراسي، وتعرقل إقامة علاقات سويَّة وصداقات وثيقة فيما بينهم.
كما يأتي في إطار البرنامج التمهيدي لمنتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة حول الصحة النفسية، الذي تُعقَد فعالياته 10 أكتوبر 2024 في أبوظبي، ويركِّز على الأطفال واليافعين والأسر، ويهدف إلى إرساء حوار شامل عن قضايا الصحة النفسية المرتبطة بالأمومة والطفولة في دولة الإمارات، ويركِّز على اعتماد النهج المجتمعي لتعزيز الوعي وتوفير الدعم وطرح حلول فعّالة لهذه القضايا.
كان المجلس قد أطلق شعار «حق الطفل في الحماية» خلال احتفالات الدولة بيوم الطفل الإماراتي لعام 2024، الذي صادف يوم 15 مارس، ليعكس جهود دولة الإمارات، التي تعدُّ من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث أطلقت سلسلة من القوانين والتشريعات التي تهدف إلى تحقيق أقصى درجات الحماية للأطفال، وتغطّي مجموعة شاملة ومتنوّعة من المجالات، مثل الحقوق الأساسية؛ الأسرية والصحية والتعليمية والثقافية، والحماية التي تضمن توفير بيئة ملائمة وإيجابية وصحية لتنشئة الأطفال وتربيتهم بشكل سليم.
وتهدف جائزة الوقاية من التنمُّر في المدارس إلى تعزيز الإيجابية الدائمة في البيئة المدرسية، وتوفير بيئة مدرسية آمنة للأطفال، وتكريم الجهود المتميِّزة والمبادرات الفعّالة في مكافحة هذه الظاهرة والوقاية منها، وإبراز أصحاب المبادرات والأفكار الإبداعية منها، وتحفيز المجتمع المدرسي إلى البذل والعطاء وخَلْق المنافسة الشريفة، وحب التميُّز في المجال التوعوي.
وتتضمَّن فئات الجائزة المدارس الحكومية والخاصة والمعلمين والفنيين ممَّن لديهم مبادرات متميِّزة للحدِّ من التنمُّر في المدارس، وكذلك الطلاب الذين صمَّموا ونفَّذوا مبادرات أو أنشطة خاصة بهم، وحقَّقت نجاحاً في الحدِّ من الظاهرة، وأولياء الأمور الذين شاركوا في برامج الوقاية من التنمُّر بشكل متميِّز وإيجابي، إضافة إلى الأخصائيين الاجتماعيين والمرشدين الأكاديميين والمهنيين.
وفاز بالجائزة في فئة الطالب حلقة أولى، يامن منيب صالح الوردات، طالب في الصف الرابع من إمارة أبوظبي، وفي فئة الطالب حلقة ثانية، الطالبة ريمان إبراهيم شمس الدين، الصف التاسع من إمارة دبي، والطالب سلطان البادي، الصف الخامس من إمارة الشارقة، وهو عضو في برلمان أطفال الشارقة وسفير للهيئة الاتحادية للهُوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وفي فئة الطالب حلقة ثالثة، الطالبة مها إبراهيم الخولي، الصف الحادي عشر من إمارة أبوظبي.
وفي فئة المعلم، فاز بالجائزة كلٌّ من نجلاء محمد أنيس حمزة، من مدارس إمارة أبوظبي، وفي فئة الاختصاصي ناهية سليمان سالم أحمد، من أبوظبي، وفي فئة ولي الأمر كلٌّ من فاطمة محمد الحمادي، من إمارة دبي، وسندية محمد خميس الرولي الزيودي، من إمارة الفجيرة.
وفازت مدرسة قطر الندى للتعليم الثانوي، من إمارة أبوظبي بالجائزة عن فئة المدارس الحكومية، وعن فئة المدارس الخاصة، المدرسة الإسلامية الإنجليزية من أبوظبي أيضاً.
وفي فئة المشاركات المتميِّزة فازت بالجائزة كلٌّ من مدرسة تريم الأمريكية الخاصة، من إمارة الشارقة، ومدرسة النوف حلقة ثانية بنات، من الشارقة، ومنى علي محمد اللوغاني، مرشدة أكاديمية من إمارة الشارقة.
وتعدُّ آثار التنمُّر المدرسي أمراً خطيراً يؤثِّر في معظم جوانب حياة الأطفال والمراهقين، وهو نوع من العنف النفسي الذي يتعرَّض له الطالب ضحية التنمُّر في البيئة المدرسية ويُستهدَف بشكل متكرِّر ومتعمَّد من قِبل زملائه المتنمِّرين، ما ينعكس على صحته النفسية على شكل اكتئاب وقلق، وشعور بالعجز وفقدان الثقة بالنفس، ما قد يقود إلى تدهور الصحة العقلية والانطواء الاجتماعي، والعزلة والمعاناة من صعوبات في التواصل مع الآخرين، والتردُّد في المشاركة في مختلف الأنشطة، ما يؤثِّر في تطوُّره الاجتماعي والعاطفي ويؤدّي إلى الشعور الدائم بالتوتُّر والتشتُّت الذهني، ويتسبَّب في تراجع التحصيل الأكاديمي وفقدان الفرص التعليمية، وقد يصل في بعض الحالات إلى التنمُّر الجسدي الذي يتضمَّن الاعتداء بالضرب والإهانة، ما يترك آثاراً طويلة المدى في سلامته البدنية والنفسية.
يُذكَر أنَّ اللجنة العليا للجائزة تضمُّ ممثّلين عن كلٍّ من وزارة الداخلية، ودائرة القضاء في أبوظبي، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، في حين تضمُّ اللجنة التنفيذية للجائزة ممثّلين عن كلٍّ من وزارة التربية والتعليم، ومؤسَّسة الإمارات للتعليم المدرسي، ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، و«اليونيسيف»، والمجلس الاستشاري للأطفال في المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.