أكد مشاركون في جلسة “التعاون في عالم أكثر تنافساً” ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية 2024، أهمية توحيد الجهود العالمية لمواجهة تحديات ملحة تؤثر بمستقبل البشرية، في ظل التوترات التي يشهدها العالم والتي تؤثر سلباً على التنمية.
شارك في الجلسة فلورنس غاوب مديرة قسم الأبحاث لدى كلية دفاع الناتو، وليو كيان المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ووساوا للاستشارات، وسارة ثورن نائب الرئيس للشؤون الحكومية العالمية ضمن قسم التوريد الدولي لدى مجموعة وول مارت، وداني كواه عميد كلية لي كوان يو للسياسات العامة وأستاذ الاقتصاد في جامعة سنغافورة الوطنية.
وتطرقت فلورنس غاوب إلى القوى التي تعيد تشكيل المشهد العالمي، وقالت: لقد شهدنا اندماجا للتغيرات الجوهرية في المجتمع والبيئة والاقتصاد، ما أدى إلى تحول في البنية المجتمعية، مدفوعا بالذكاء الاصطناعي والتحولات الديموغرافية، وبينما يتجه الحديث نحو المستقبل، يجب أن نسأل أنفسنا: ما هو المستقبل الذي نريد تحقيقه؟
وأضافت: هناك توترات وصدمات كبيرة نحتاج إلى معالجتها، خاصة وأن العديد من الدول تعيد تقييم وجهات نظرها بشأن الحلول المحتملة.
وتحدثت تشيان ليو عن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وآثارها على المشهد العالمي، وقالت: يمثل صعود الصين تغيراً جوهرياً في توازنات القوة العالمية، ومع تعزيز الصين لمكانتها على المسرح العالمي، فإن ذلك له آثار على القوى الراسخة، وخصوصا الولايات المتحدة، إذا استمرت الصين في النمو، فسوف تصبح قريبا أكبر اقتصاد في العالم، وهذا أمر بالغ الأهمية لأنه يغير ديناميكيات القوة.
وأضافت: يجب أن نأخذ في الاعتبار الآثار المترتبة على العلاقات الاقتصادية الثنائية القوية، حيث يمكن للشركات متعددة الجنسيات العمل وتحقيق نتائج إيجابية، ومع صعود السياسات الخارجية الحمائية، نحتاج إلى استكشاف ما يعنيه هذا بالنسبة للكفاءات مقابل فرص التجارة العالمية.
وسلطت سارة ثورن الضوء على التحديات والفرص التي تواجهها الشركات في بيئة جيوسياسية غير مستقرة بشكل متزايد، وقالت: نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر مرونة ونفكر بشكل إيجابي وعمل، حيث نقضي الكثير من الوقت في التأكد من أن لدينا المنتجات التي يحتاجها عملاؤنا، لذلك الأمر لا يتعلق بالتكلفة بل بالكفاءة. وتتمثل فائدة العولمة في أنها توفر فرصا لمختلف الدول.
وأضافت: نحن لا نعمل فقط كشركة؛ نحن نفعل هذا بالشراكة مع الآخرين، بما في ذلك شركاؤنا في سلاسل التوريد، وبينما قد تختار الحكومات التحرك في اتجاهاتها الخاصة، تحتاج الشركات الكبرى إلى الاستمرار في الدعوة لما هو صحيح، وأكدت إيمانها بنظام عالمي متجانس يوفر المزيد من الفرص.
في السياق ذاته، أكد البروفيسور داني كواه الحاجة الملحة لمعالجة التحديات الأساسية الناشئة عن التوترات الاقتصادية، وقال : إن العالم حالياً مليء بقضايا أساسية تمتد إلى ما هو أبعد من مناطق الحرب التقليدية، وحتى في الأماكن التي لا تشهد صراعات، هناك توترات عميقة، وخصوصاً حول الصدمات الاقتصادية والبيئية.

وأضاف : تاريخيا، وعلى الرغم من الاختلافات الإيديولوجية، كان الاعتقاد هو أن الاقتصاد من شأنه أن يحافظ على تماسك العالم، ولكن هذه الفكرة تتعرض للتقويض الآن، وقد أدى هذا إلى إضعاف الروابط الاقتصادية، مشيراً إلى أن الانفصال بين السياسة والحياة اليومية أمر بالغ الأهمية، ولم نعالجه بشكل فعال بعد، والسؤال الذي نواجهه الآن هو: كيف نجعل الناس العاديين يشعرون بالأمان في هذا العالم المتغير؟.

يذكر أن مجالس المستقبل العالمية 2024 شهدت مشاركة أكثر من 500 شخصية عالمية في 30 مجلساً، شملت مواضيعها خمسة مجالات رئيسية هي؛ التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، البيئة والمناخ، الحوكمة، الاقتصاد والمالية، والمجتمع، واستقطبت 70 من نخبة الرؤساء التنفيذيين لأبرز الشركات العالمية الرائدة الذين يشاركون رؤاهم حول مستقبل قطاعاتهم بهدف رسم المسارات نحو تحقيق التنمية المستدامة.