إن قوة أمة تقاس بمدى تمكينها لنصفها الآخر، المرأة. في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعتبر المرأة عنصرًا أساسيًا في مسيرة التنمية والنجاح. الرؤية الثاقبة لقيادتنا واعترافها بأهمية دور المرأة في بناء المجتمع، جعلت من المرأة الإماراتية رمزًا للتميز والابتكار والقيادة. لقد أصبحت المرأة الإماراتية، بدعم من القيادة والمجتمع، قوة دافعة للتغيير والتقدم في مختلف مجالات الحياة.

في الإمارات.. ليست هناك حدود لما يمكن لابنة الإمارات تحقيقه في ظل قيادة واعية تؤمن بضرورة وحتمية استنفار كل طاقات المجتمع لتحقيق النهضة الشاملة المستدامة، حيث وفرت دولتنا الحبيبة كل السبل والإمكانيات التي تعزز تمكين المرأة وتجهزها لتحمل مسؤوليتها الحضارية في نهضة اليوم وصنع المستقبل.

لو سألتني لماذا تنعم المرأة في بلادي بكل تلك الأهمية والتقدير لدورها، سأجيبك بلا تردد لأن هناك قيادة واعية تؤمن بأن التقدم مسؤولية الجميع وأن التشارك الإيجابي هو الطريق للنهضة والازدهار ومجتمع الرفاهية والمحبة والسلام، وهو ما نقرأه من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ومن بينها قوله: “المرأة نبض يسري في شرايين الوطن، ورافد من روافد التقدم، معها نستطيع أن نكون في الريادة بما تختزله من إمكانات وقدرات على العطاء”.

هل أحدثك عن أول رائدة فضاء إماراتية قريباً أم أحدثك عن مساهمتها في مشروع «مسبار الأمل»، أو تواجدها البرلماني الفاعل، أو قيادتها لمؤسسات الدولة العامة والخاصة أو تشغيل محطات براكة للطاقة النووية السلمية، أو دورها الهام في استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28».

المرأة هنا في الإمارات تقود وتشارك الرجل تنشئ الأجيال وتبني المستقبل تجمع بين الموهبة والقوة والذكاء والشجاعة والجرأة وقبل كل ذلك الأصالة والإيمان بتقاليد وأعراف وتراث المجتمع، تحافظ على الهوية وترسخ الانتماء.

المرأة الإماراتية مستمرة في قيادة المجتمع وتحدي كل الصور النمطية وتحقيق الرفاهية بفضل الدعم الذي تجده من أم المحبة والعطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.

وكالعادة، وفقت الإمارات في اختيار شعار “نتشارك للغد” ليوم المرأة الإماراتية 2023، تعبيراً عن التلاحم بين أفراد المجتمع الإماراتي والذي يتغلغل في جيناتنا منذ القدم.

الرائع أن الشعار يتناغم أيضاً مع شعار الدولة في العام الجاري” اليوم للغد” الذي يسلط الضوء على جهود الدولة المبتكرة والمسؤولة والناجحة في مواجهة تحديات الاستدامة وإيجاد حلول غير تقليدية في مجالات البيئة والطاقة والتغير المناخي في إطار استعداداتنا لاستضافة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في نوفمبر المقبل.

وحقيقة فإنني أشعر بالفخر وأنا أرى أننا في الإمارات نحتفي بمناسباتنا بمزيد من العمل والعطاء والرؤية الاستشرافية للمستقبل، وهو ما تجسد في إطلاق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، السياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة 2023 – 2031.

هنيئاً للمرأة في الإمارات وهنيئاً لمجتمع الإمارات تلك السياسة الوطنية التي تتضمن ثلاثة توجهات رئيسة لتمكين المرأة تتمثل في بناء أسرة مترابطة ومتماسكة وداعمة، إدماج المرأة في سوق العمل والقطاعات المستقبلية بصورة متوازنة تراعي أدوارها واحتياجاتها، وتطوير القدرات وتعزيز المهارات المستقبلية لدى المرأة.

وبفضل إيمان القيادة الحكيمة بأهمية دور المرأة وبفضل وعي المجتمع الإماراتي، تصدرت الإمارات مؤشرات التنمية البشرية والتنافسية العالمية وتمكين المرأة.

وبفضل جهود وإبداعات المرأة الإماراتية تمضي الإمارات بثبات ورسوخ في طريقها نحو المستقبل الزاهر الذي تصنعه بسواعد وعقول كل أبنائها.

إن الطريق الذي اجتازته المرأة الإماراتية ليس فقط دليلًا على قوتها وعزيمتها، ولكنه يبرز أيضًا الدعم اللامحدود والتشجيع الذي تلقته من قيادتنا الرشيدة. اليوم، تعيش المرأة في الإمارات في مجتمع يعزز من قيم العدالة والتكافؤ والاحترام المتبادل. السياسات والإجراءات التي تم اتخاذها لتمكين المرأة تترجم الى نجاحات على أرض الواقع، وتشير الى تحقيق رؤيتنا لمستقبل أكثر تكاملاً وازدهارًا للجميع. إننا نتطلع الى المستقبل بتفاؤل، مؤمنين بأن المرأة الإماراتية ستظل تلعب دورًا حاسمًا عبر مشاركتها في بناء المستقبل الوطني وتحقيق طموحات اللامحدودة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

تحية لكل امرأة إماراتية.. تحية لكل أبناء الوطن.

د. نشوى الرويني